روايه اسرار عائلتي لكاتبتها اروى مراد

موقع أيام نيوز

 


مفيش حد في العالم مبيغلطش البني آدميين كلهم بيغلطوا .
_ إلا سيدنا النبي محمد 
نطقت بتلك الكلمات ببراءة فرفع حاجبيه بإستغراب لتردف 
_ دادة سماح كانت دايما بتحكيلي عنه وبتقولي انه راجل طيب والناس كلها بتحبه وبتتمنى تبقى زيه وهو عمره ما عمل حاجة وحشةخالص !
إبتسم أدهم وهو يربت على شعرها قائلا 

_ صح .. انت عايزة تقابلي النبي صلى الله عليه وسلم يا براءة 
أومأت براءة برأسها سريعا وصاحت بحماس 
_ ايوة ! هو أنا ممكن أشوفه 
أجابها أدهم بإبتسامة وهو يرفع رأسه إلى الأعلى 
_ هنقابله لما ندخل الجنة بإذن الله وعشان كده لازم نتعلم أصول الدين بتاعنا كويس ونعمل كل الي بيقولنا عليه .
_ وأنا هتعلم ازاي وانت دايما في الشغل ومعندكش وقت عشان تقعد تعلمني .
تمتمت براءة بتذمر ليجيب أدهم وهو يغمز لها بعينه 
_ مانا هتجوز سرين وهخليها تعلمك !
إعتدلت براءة في جلستها وصاحت بحماس 
_ يعني انت هتتجوز سرين بجد 
_ ايوه .
أفاق محمد في الصباح على صوت المنبه بصعوبة فهو لم ينم إلا في وقت متأخر من الليل بسبب الأفكار التي كانت تداهمه منذ إقتحامهالحياته بعد فراق طويل .
تنهد وهو يعتدل في جلسته وقد إتخذ قراره بالفعل لن يستطيع تحمل رؤيتها كل يوم وهي بعيدة عنه .. ثم فليذهب الماضي إلى الجحيمفأبناءه الذين تركها بسبب إهمالها لهم قد كبروا وأصبحوا مسؤولين عن أنفسهم وهو يريد إكمال ما تبقى من حياته بجوارها .
نزل إلى غرفة الطعام حيث يتناول الجميع فطور الصباح قبل ذهابهم إلى العمل ألقى التحية عند دخوله ثم بحث عنها بعينها فوجدها تجلسبين خالد وعائشة تتبادل معهم أطراف الحديث .
إلتقطت عينه دخول براءة خلفه فاتجه إليها وأوقفها وهو ينحني إليها قائلا بصوت منخفض 
_ بصي أنا هخرج دلوقتي وبعدها انت هتروحي لطنط يمنى وتخليها تجي لوحدها للجنينة بس من غير ما تقوليلها ان انا الي طلبت منككده اوك 
أومأت براءة برأسها فابتسم محمد ثم خرج إلى الحديقة وجلس على أحد المقاعد بانتظارها لكنه شعر أثناء ذلك بقلبه الذي كان يخفق بقوةوكأنه سيعترف بحبه لها للمرة الأولى .
جاءت يمنى بعد دقيقتين وعلى وجهها ملامح الإستغراب من طلب براءة الغريب في مجيئها إلى هنا لوحدها لكنها وقفت مكانها عندما إلتقطبصرها محمد الذي إقترب منها بتوتر ثم وقف أمامها وطالعها دون أن ينطق بحرف واحد .
هربت جميع الكلمات والجمل التي كان يجهزها طوال الليل فور رؤيتها لذلك ودون أي مقدمات قال سريعا 
_ أنا عايز نرجع لبعض يا يمنى .
طالعته يمنى پصدمة لطلبه المفاجئ وسكت هو الآخر يراقب ردة فعلها لكنها بقيت على حالها ذاك لثوان حاولت فيها إستيعاب كلماته.
تنحنحنت عندما لاحظت نظراته لها فأخفضت رأسها بخجل وتمتمت 
_ أنا 
قطعت كلامها عند تلك الكلمة ولم تعرف ماذا عليها أن تقول هي بالتأكيد لن ترفض فهي أيضا تشتاق إليه كثيرا لكن شيئا ما يمنعها عنالتصريح بموافقتها .
_ انت ايه قولي يا اه يا لا !
قالها محمد بترقب فتنهدت يمنى ثم أومأت برأسها بإبتسامة صغيرة إنتقلت إليه سريعا قبل أن يردف فجأة 
_ بحبك .
صفر أدم الذي كان يقف مع يامن وبدور في مكان غير بعيد عنهما يسترقون السمع إليهما بينما إبتسمت بدور ثم إلتفتت إلى أدم وقالت 
_ شفتوا مش قولتلكم ان الي بيتجوز ست واحدة ويفضل مخلص ليها ميقعدش لوحده في الآخر والي بيتجوز أكتر من ست يقعد لوحده !
_ طب ما طنط يمنى اتجوزت راجل تاني وفي الآخر هترجع لعمو محمد عادي .
قال يامن بحاجب مرفوع فابتسمت بدور بثقة قائلة 
_ لا ماهو الستات عادي يتجوزوا أكتر من مرة لو اتطلقوا والا اترملوا بس الرجالة لا !
قوس أدم شفتيه بإستنكار لكنه تجاهل حديثها وقال 
_ زغرطي يا بدور .
نظرت إليه بدور بإستغراب لكنها إنتبهت إلى بصره المسلط على محمد ويمنى فابتسمت ثم أطلقت زغرودة لفتت إنتباه كل من يمنى ومحمدالذي نظر إليهم پصدمة وإحمر وجهه بشكل واضح من الإحراج حتى أصبح شكله مضحكا بينما إستغل أدم ذلك وإلتقط صورة سريعةلعمه ثم أرسلها إلى مجموعة خاصة بالعائلة على الواتساب وكتب تحتها طمطماية مصډومة!
دخلت القصر في الصباح ظنا منها أن الجميع قد ذهب إلى عمله كعادتهم في هذا الوقت لكنها تفاجأت بوجود الجميع تقريبا في الحديقةيباركون لمحمد ويمنى ويبدو أنهما قد قررا العودة لبعضهم البعض .
إبتسمت بفرحة لهما ثم تابعت دخولها للقصر لتبحث عن والدتها لكنها توقفت وهي ترى ياسر الذي


كان على وشك الخروج والذهاب إلىالعمل .. إبتسمت له بصدق لأول مرة بعد أن حكت لها والدتها ما حدث بينهما البارحة وبادلها هو الإبتسامة وكادت تتابع طريقها لولا وقوفهأمامها مانعا إياها عن التقدم .
رفعت رحمة بصرها إليه باستغراب بينما هتف هو بهدوء 
_ أنا عايز اعتذر ليك انت كمان .
إتسعت إبتسامتها وقالت 
_ حصل خير يا ياسر بيه .
جال ياسر ببصره حولها ثم تساءل 
_
 

 

تم نسخ الرابط